ثقافة

ما هي اللغة الرسمية في أربيل؟

تتواجد مدينة أربيل في شمال العراق، وهي تعتبر عاصمة إقليم كردستان ، هذا الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي. وتمتاز المدينة بتنوع ثقافي ولغوي يعكس تاريخها العريق، حيث تعتبر اللغة من بين العناصر الأساسية لفهم طبيعة الحياة في أربيل.

وللجواب على سؤال “ما هي اللغة الرسمية في أربيل؟”، لابد من استعراض الوضع اللغوي للإقليم، والاعتبارات القانونية والثقافية الخاصة بهذا الموضوع. وكذلك اللغات المستعملة في الحياة اليومية، وهو ما سنتعرف عليه في السطور الآتية.

الوضع الرسمي للغة في أربيل

اللغة الرسمية في مدينة أربيل باعتبارها جزء من إقليم كردستان العراق هي اللغة الكردية. حيث تم التأكيد على هذا الوضع ضمن دستور إقليم كردستان، الذي أكد على أن اللغة الأساسية للإقليم هي الكردية، إضافة إلى اللغة العربية التي تعد اللغة الرسمية لدولة العراق بأكملها. وبذلك تكون اللغة العربية في كردستان العراق هي اللغة الرسمية الثانية، حيث ينص الدستور العراقي في المادة الرابعة على أن اللغتين الرسميتين لدولة لعراق هما: اللغة العربية واللغة الكردية.

الكردية: اللغة الرسمية للإقليم

اللغة الكردية تستعمل في كل مؤسسات الحكم المحلي، مثل الدوائر الحكومية، والبرلمان، والمؤسسات التعليمية. كما تعد اللغة الكردية لغة الرئيسية للتعليم في المدارس والجامعات، حيث يتم تدريس المواد العلمية والأدبية بواسطتها.

الكردية في مدينة أربيل تُنطق بلهجتها السورانية، وهي واحدة من اللهجتين الأساسيتين للغة الكردية، إضافة إلى جانب اللهجة الكرمانجية. جدير بالذكر أن السورانية تُكتب بالأبجدية العربية، وهي الأكثر سيوعا وانتشاراً في وسط وجنوب إقليم كردستان، من بينها أربيل والسليمانية.

العربية: اللغة الثانية في الإقليم

بالرغم من أن اللغة الكردية تعتبر اللغة الرسمية في الإقليم، غير أن اللغة العربية تستعمل على نطاق واسع، ل سيما في التعامل مع المؤسسات الاتحادية للعراق، وكذلك في التعاملات التجارية والسياحية. كما أنه يتم تدريس العربية كلغة ثانية في المدارس التابعة لهذا الإقليم، كما أنها شائعة بين السكان الذين يتعاملون مع بقية مناطق العراق.

التنوع اللغوي في أربيل

ما هي اللغة الرسمية في أربيل؟

إضافة إلى اللغتين الكردية والعربية، تمتاز أربيل بتنوع لغوي فريد يعكس تركيبتها الثقافية والسكانية:

  1. اللغات التركمانية والآشورية
    • اللغة التركمانية: تعج اللغة التركمانية أحد اللغات المحلية التي يتكلم بها التركمان في مدينة أربيل. ولأن التركمان يمثلون أقلية في المدينة، تستعمل اللغة التركمانية بشكل أساسي في مناطق معينة وبين الأُسر والعائلات التركمانية.
    • اللغة الآشورية: يتكلم بها أبناء الطائفة المسيحية الآشورية في مدينة أربيل، خصوصا في المناطق التي يعيش فيها المسيحيون. تعد الآشورية لغة تراثية ودينية بالنسبة لهذه الفئة.
  2. اللغات الأجنبية
    • مع تقدم وتطور أربيل كمدينة تجارية وسياحية، باتت اللغات الأجنبية مثل اللغة الإنجليزية تنتشر بشكل متزايد. تستعمل الإنجليزية في المجالات الأكاديمية وكذلك في القطاع الخاص، خصوصا في التعامل مع الأفراد الأجانب والشركات الدولية.
    • اللغات الأخرى، مثل اللغة التركية والفارسية، تستعمل أيضاً بدرجة أقل نظرا لتواجد جاليات تركية وإيرانية، وكذلك نتيحة الروابط الثقافية والتجارية مع هذين الدولتين.

استخدام اللغة في الحياة اليومية

  • في المؤسسات الحكومية: تستعمل اللغة الكردية بشكل رئيسي، في حين تستعمل اللغة العربية في بعض الحالات الرسمية التي تستدعي التواصل مع الحكومة المركزية في العاصمة بغداد.
  • في التعليم: تُدرّس أغلب المناهج باللغة الكردية، في حين تُدرّس العربية كلغة ثانية. كما يتم تقديم الدروس في اللغة الإنجليزية في كل المراحل التعليمية.
  • في الحياة الاجتماعية: اللغة الكردية تعتبر الأكثر انتشارا وشيوعاً بين السكان المحليين، لكن اللغة العربية تستعمل بشكل كبير في الأسواق، وفي المواصلات العامة، وكذلك في المناطق المختلطة.

الاعتبارات القانونية والثقافية

إضافة إلى الطابع الرسمي للغة الكردية، تحظى اللغات الأخرى مثل اللغة الآشورية والتركمانية باعتراف قانوني في إقليم كردستان. حيث يكفل الدستور حرية استعمال هذه اللغات في مجالات التعليم والإعلام وكذلك التواصل الثقافي.

الثقافة في مدينة أربيل تعزز التنوع اللغوي. المهرجانات المحلية، تعرف استعمالا للكردية، في حين المناسبات الدينية المسيحية تُبرز أهمية الآشورية.

التحديات التي تواجه الوضع اللغوي

  1. ازدواجية اللغة: يعاني العديد من ساكنة أربيل من صعوبة التوفيق بين استعمال الكردية والعربية، خصوصا بالنسبة للجيل الشاب.
  2. اللغات المحلية المهددة: مع شيوع وانتشار اللغتين الكردية والعربية، قد تكون اللغات الأقلية مثل اللغة التركمانية والآشورية عرضة للتراجع.
  3. توحيد اللهجات الكردية: لا تزال هنالك تحديات بخصوص توحيد اللهجات الكردية المختلفة (السورانية والكرمانجية)، مما يؤثر على التواصل لدى سكان هذا الإقليم.

الخلاصة

اللغة الرسمية في مدينة أربيل هي اللغة الكردية، وتستعمل بشكل رئيسي في كل المجالات الرسمية والتعليمية. إضافة إلى الكردية، تعد العربية اللغة الثانية المهمة في الإقليم، في حين تضيف اللغات الأخرى مثل اللغة التركمانية والآشورية والإنجليزية طابع فريد لتنوع المدينة. يعكس الوضع اللغوي في مدينة أربيل تاريخها العريق وتنوعها الثقافي، مما يجعلها مثال مميز للتعايش بين لغات وثقافات متنوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى