ماهي عاصمة الاردن
ماهي عاصمة الاردن ؟ سؤال سنكتشف إجابته في سطور هذا المقال، فبالرغم من أن الأردن دولة عربية معروفة، إلا أن البعض لا يعرف ماهي عاصمة الأردن أو يريد التأكد من إجابته.
مدينة عمّان عاصمة الأردن
عاصمة الأردن هي : عمّان
وبذلك يتضح أن مدينة عمّان هي العاصمة السياسية والإداريّة للمملكة الأردنيّة الهاشميّة، إضافة إلى ذلك تعد المركز الاقتصادي والماليّ والتجاريّ للبلاد، إلى جانب أنها تعتبر أكبر مدينة من حيث نسبة السكان، فهي أيضا تُمثِّل المَقرَّ الرئيسيّ لملك الدولة” الملك الحالي عَبد الله الثّاني بن الحُسَين“، ومدينة عمّان هي كذلك مركز الدوائر الرسمية والهيئات ووالمُؤسَّسات الحكوميّة؛ فهي تحتوي على مجموعة من المباني الحكومية الهامة كقصر العدل؛ الذي يحتوي على المحكمة العليا، وكذا مقرّ رئيس الوزراء والبرلمان الأردني.
توجد مدينة عمّان وسط المملكة الأردنيّة الهاشميّة، في مكان على هضبةٍ يبلغ مُتوسّط ارتفاعها تقريبا 755 متر عن مستوى سطح البحر، وجدير بالذكر أنها تعتبر مركز النقل الأساسي في الدولة؛ فهي ترتبط بكل المُدن الأردنيّة والأقطار العربيّة المحيطة بها من خلال شبكة الطُرُق البَرّية، أما بخصوص عدد سكانها فيقدر بحوالي 4,430,700 نسمة؛ وذلك بناء على احصائيات صادرة في نهاية 2019م.
تاريخ عمّان عاصمة الأردن
كانت عمّان من أكبر المناطق المأهولةٍ بالسكان في منطقة الشرق الأوسط خلال زمن العصر الحجري الحديث، حيث ظهر فيها جبل القلعة الذي يضم مقابر ترجع لبدايات العصر الزمني البرونزي، كما عرفت عمّان مرور عدة حضارات من منطقتها الجغرافية على امتداد 9 آلاف سنة؛ فقد استقر فيها العمونيون في أوائل العصر الحديدي وجعلوها عاصمةً لهم وسُمّيت آنذاك ربّة عمون / Rabbath Ammon ، ثم تولى حكمها الآشوريون، ثم البابليون، وكذلك الفرس، ومع بداية القرن 4 قبل الميلاد قام البطالمة خلال زمن حكمهم بتعديل اسمها ليصبح هكذا “فيلادلفيا”.
استحوذ الرومانون على المدينة بعد حكم الأنباط والسلوقيين الذي استمر إلى حدود عام 63 قبل الميلاد، وعمل الرومان على تطوير المدينة من خلال إنشاء الشوارع ذات الأعمدة، وكذلك المسارح، إلى جانب أحواض الاستحمام وغيرها من المرافق، وصارت نتيجة مركزها المتوسط داخل المقاطعة العربية التي أسستها إمبراطورية الرومان موقع تجاري مهم يربط بين طرق التجارة الجنوبية والشمالية، ويربط بين مناطق البحر الأبيض المتوسط وبين المناطق الممتدة إلى الصين والهند ببعضها، وقد نتج على ذلك انضمامها لتحالف المدن العشر الذي يعرف ب “الديكابولس”؛ الذي أسسه الإمبراطور بومبيوس الروماني المعروف باسم بومبي، بعد ذلك خضعت المدينة للحكم البيزنطي، وفي بداية القرن 7 الميلادي انتشرت الديانة الإسلامية في شمال شبه الجزيرة العربية وصولاً لمنطقة الشام، وأُعيدت تسمية المدينة باسم عمون أو عمان على إثر ذلك.
اقرأ أيضا: ما هي عاصمة فلسطين
سبب اختيار عمّان عاصمة للأردن
إن اختيار العاصمة يتطلب أن يكون لهذه الأخيرة موقع مركزي واستراتيجي؛ وهذا ما حظيت به عمّان وجعلها تكون عاصمة الدولة الإدارية والسياسية والتجارية والمالية، وقد ساعد ربطها بخطِّ السكة الحديدية عام 1903م بحدوث تحولات رئيسية فيها من الجانب التجاري؛ فقد صارت نقطة الوصل التجاري بين الأردن وباقي أرجاء المعمورة، وكذلك من الجانب العمراني والحضري؛ حيث مكث الناس قرب خط سكة الحديد الجديد، ما نتج عنه زيادة وتنوعٌ في عدد سكانها ليصل إلى حوالي 3,000 شخص في عام 1905م، وجدير بالذكر أنه توجد عوامل أخرى منحت المدينة تلك الأهمية والأوج كتوفر مجموعة من المؤسساتٍ المالية فيها، إلى جانب شبكات الاتصالات وخطوط الجوال والتلجراف.
مدينة عمّان خلال عام 1922ميلادي أضحت عاصمة لإمارة شرق الأردن، وقد اعترف بذلك رسمياً خلال عام 1928م استنادا على دستور البلاد، وقد نالت إمارة شرق الأردن على استقلالها التام بعد ذلك في 22 آذار عام 1946م؛ ليتغير اسمها من إمارة شرق الأردن نحو المملكة الأردنية الهاشمية وعمان عاصمتها.
عاصمة الأردن قديماً
المملكة الأردنية منذ القديم كانت تمتاز بتركيبة سكانية وجغرافية مختلفة، إذ كانت تسميتها ترجع لاسم الممالك التي تقطنها ولكل مملكة عاصمتها، مثلا
- الادوميون عاصمتهم كانت بصيرا
- المؤابيون كانت العاصمة هي ديبون شمال واد الموجب ثم أضحت الكرك.
عاصمة الأردن قبل عمان
قبل اسم عمان كانت المدينة يصطلح عليها بأسماء أخرى نتيجة اختلاف الحضارات التي امتدت فيها. فحينما كانت عاصمة العمونيين في القرن 13 قبل الميلاد، كانت تسمى ربة عمون، ومن ثّم تغير اسمها إلى فيلادلفيا من قبل بطليموس الثاني على إثر تأسيس الحاكم المقدونيّ سلطة المملكة البلطمية في عمان، وبعدها ثمّ تحويل اسم المدينة إلى عمان على إثر امتداد حكم الخلافة الراشدة على المدينة خلال سنة 630 ميلادي.
أما عمّان الحديثة فتأسيسها كان في نهاية القرن 19 مع بداية وصول المهاجرين الشركس المنتمين لقبائل الشابسوغ واستقرارهم بالقرب من سيل عمان والمدرج الروماني في عام 1878، بسبب التهجير القسري لهم بالقوة المسلحة من طرف القوات القيصرية الروسية التي تمكنت من احتلال وطنهم “شمال القوقاز” في 1864 بعد معارك شرسة ضد هذه القوات التي كانت تعد من ضمن أقوى الجيوش الأوروبية خلال ما يقرب 100 عام. واستمرت العاصمة في تطورها إلى الحد الذي أصبحت فيه واحدة من أهم المدن العالمية من حيث التطور.
الموقع والخصائص الجغرافية
توجد عمّان وسط الأردن في دائرة عرض 31 على الشمال وخط الطول 35 شرقًا، تجاورها محافظات الزرقاء من الشمال ومن الشرق ومادبا ومن الغرب البلقاء ومن الجنوب محافظتا معان والكرك . عمّان هي مدينة جبلية، شيدت بيوتها وأحياؤها على سفوح جبالها السبعة، ثم توسع سكانها خارج مناطق مركز عمان لتمتدّ المدينة على عشرين جبل؛ يقدر أقصى ارتفاع في مدينة عمّان بحوالي 1,100 متر بينما أدنى ارتفاع يقدر ب700 متر.
جبالها القديمة تشمل: جبل القصور، وجبل التاج، وجبل النظيف، وجبل النزهة، وجبل الأشرفية، وجبل النصر، والجبل الأخضر، وجبل الجوفة وتوجد هذه الجبال في المنطقة الشرقية، ومنها كذلك جبل عمّان، وجبل القلعة وجبل الويبدة، وجبل الحسين، وتقع في الجزء الغربي. وبما أن المدينة طابعها جبلي، فيوجد فيها الوديان، إذ نشأت المدينة في بداياتها قبل توسع ساكنتها إلى سفوح الجبال، من ضمنها وادي الحدادة وكذلك وادي عبدون.
أما الطقس في مدينة عمّان فيوصف بشكل عام بأنه معتدل، مع شيوع المناخ المتوسطي خصوصا في المرتفعات، أما المناخ شبه الصحراوي يسود المناطق الشرقية الممتدة إلى غرب محافظة الزرقاء والبعض منها يصل إلى الحدود السعودية شرقاً. الطقس حار وجاف في الصيف تصل درجات الحرارة أحيانا في الصيف إلى منتصف الثلاثينات، ويعد شهر آب (أغسطس) الشهر الأكثر حرارةً. بينما في الشتاء يكون الطقسماطر و بارد وتنخفض درجات الحرارة، وقد تنخفض إلى أدنى من الصفر المئوي أحيانا خصوصا في شهر كانون الثاني (يناير)، مع هطول الثلوج في المرتفعات الجبلية وانخفاض درجات الحرارة. أما في حزيران وتموز وآب تنعدم الأمطار، في حين أعلى معدل لهطول الأمطار يسجل في شهري كانون الثاني وشباط.
اقرأ أيضا: ماهي عاصمة سوريا
السكان
عدد سكان العاصمة عمان زاد عن 4 ملايين نسمة أي ما يقارب 42% من مجموع سكان الأردن، نتيجة موجات الهجرة المتدفقة التي عرفتها المدينة في القرن 20. أصول ساكنة عمًان تتنوع حالياً، فالبعض منهم انتقل إلى عمان آتيا من مدن أخرى أردنية (الهجرة الداخلية) للبحث عن فرص حياةٍ أفضل، حيث تتوفر في العاصمة فرص شكن وعملٍ ورعاية صحية ودراسة أفضل، والبعض منهم انتقل من فلسطين بعد حدوث النكبة عام 1948 وبعد حدوث نكسة عام 1968، كما يتسقر في عمّان جالية من المصريين (عددهم يقدر بـ 390,631 نسمة) الذين توجهوا إليها للعمل، كما يوجد السوريين (عددهم بحوالي 435,578 نسمة) والفلسطينيين (يقدر عددهم ب 308,091 نسمة) والعراقيين (يقدر عددهم ب121,893) واليمنيين (حوالي 27,109 نسمة) الذين توجهوا إليها بعد نشوب الحروب الأهلية المندلعة في بلادهم.
وجدير بالذكر أن أول موجة هجرة عرفتها عمّان كانت في نهاية القرن 19 وأوائل 20، حيث مكث فيها الآلاف من الشركس والشيشان بعد هروبهم من اضطهاد الروس في دولتهم، وقد قاموا ببناء الكثير من أحياء المدينة، وحولوا لها أساليب حياتهم وكذلك ثقافتهم. بعد تشييد سكة حديد الحجاز وإقامة محطة له داخل عمّان، باتت تحتل موقع استراتيجي نظرا لتموقعها في طريق الحجّ والتجارة، فتوجهت إليها عدة عائلات سلطية وشامية لأجل التجارة.
يوضح الجدول الآتي تغيّر عدد سكان الأردن في القرن 20:
السنة | عدد السكان (نسمة) | ملاحظات |
---|---|---|
1930 | 10,000 | |
1940 | 20,000 | توجه عشرات العائلات السورية للاستقرار في عمّان قصد التجارة، الى جانب الهجرة الداخلية من المدن الأخرى |
1952 | 108,000 | بعد توجه العديد من السكان الى عمان بعد استقالها من أجل فرص أفضل، كان هناك أيضا نزوح آلاف الفلسطيين بعد النكبة. |
1979 | 848,587 | |
1999 | 1,864,500 | في التسعينيات، عادت الآلاف من العائلات الأردنية من العراق والكويت بعد اندلاع حرب الخليج الثانية |
2004 | 2,315,600 | لجوءالآلاف من العراقيين بعد اندلاع حرب الخليج الثالثة |
2010 | 2,842,629 | |
2015 | 4,007,526 | لجوء الآلاف من السوريين واليمنيين والليبيين بعد حدوث أزمات داخل بلادهم |
يتحدث أغلب السكان باللغة العربية بعدة لهجات وقد تكون من أكثر مدن العاام تنوعاً وتعددا في اللهجات، كما تنتشر اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة الثانية. أما الإسلام فهو الديانة السائدة، بينما يمثل المسيحيون نسبة 6% من مجمل ساكنة عمّان من العرب والأرمن بطوائف متنوعة.
معالم مدينة عمان
تجمع العاصمة عمّان بين القديم والمعاصر، ففيها توجد عدة معالم أثرية تعود لعصورٍ متنوعة، ويوجد فيها عدة معالم عصرية حديثة مثل الحدائق والمعالم الدينية والأسواق والمجمعات التجارية ومناطق الجذب السياحي مثل قلب البلد وشارع الرينيو. إليكم أبرز المعالم المتواجدة بين جنبات المدينة:
- المدرج الروماني: يوجد في الجانب الشرقي من العاصمة، شيده الرومان تخليدا للامبراطور مادريانوس بعد زيارته سنة 130 بناء على الكتابات اليونانية المنقوشة في إحدى منصات الأعمدة المتواجدة فيه. كانت قديما تقام فيه منافسات لعبة المصارعة وكذلك مصارعة الأسود. حاليا يتسّع المدرج ل 6 آلاف متفرج، وتنظم فيه فعاليات غنائية ومسرحية، ويعد أكبر من المسرح الجنوبي الموجود جرش، لذلك يصنف أكبر مسرح في الأردن.
- جبل القلعة: من اماكن الجذب السياحي في عمان. جعله العمونيون مركز لحكمهم بسبب موقعه الاستراتيجي العالي والمشرف على باقي المناطق. يحتوي على آثار إسلامية ورومانية وكذلك متحف الآثار الآردني الذي يحوي عدة قطع أثرية من عصور مختلفة وجدت في المنطقة. ابرز مآثره نجد الأعمدة الرومانية الكورنثية الى جانب معبد هرقل، والكنيسة البيزنطية، والقصر الأموي، دون أن ننسى البركة المنحوتة على الصخر.
- رجم الملفوف: يوجد في منطقة جبل عمان من جهة غرب الدوار الأول. وينصف من أعرق معالم عمان التاريخية، ويرجع تاريخ بناءه إلى القرن قبل الميلاد في فترة العصر الحديدي، أنشئ من أجل توفير الوقاية للمدينة والرقابة على تحركات الخصوم.
- قصر العبد: يشتهر كذلك باسم بقصر عراق الأمير، ويبعد بقرابة نصف كيلو متر عن بلدة عراق الأمير جنوباً، ويبعد عن العاصمة نفسها بحوالي 35 كيلو متر غرباً، شيده هركانوس في القرن 2 قبل الميلاد في فترة العصر الهيلنستي.
- المسجد الحسيني: أقدم جوامع عمّان، تم إحداثه في عام 1923، يقع في قلب المدينة في وسط الأسواق، له ثلاث أروقة وفي منتصفه ساحة سماوية، أما مئذنتاه فمتباينتان من حيث الارتفاع، إذ ترتفع اليمنى ب 70 متر واليسرى ب 35 متر.
- الساحة الهاشمية: متواجد في الجزء الشرقي بجوار المدرج الروماني وتقدر مساحتها ب 12 دونم، أنشأت في سنة 1986ميلادية، وهي متنزه لأسر المنطقة، كما تستعمل لتنظيم الاحتفالات الشعبية.
- متحف الأردن: يوجد في منتصف المدينة في منطقة رأس العين بجانب مركز الحسين الثقافي وكذا أمانة العاصمة. تقدر مساحته ب 10,000 متر مربع. تم افتتاحه في عام 2013.